بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
سأذكر هنا كل ما كان سببا في دخول الجنة او المباعدة عن النار , و قد اعتمدت على الكتب التالية
الترغيب و الترهيب/ المنذري
المتجر الرابح/الدمياطي
رياض الصالحين/ النووي
أسأل الله أن يكون هذا العمل سببا لدخول الجنة بفضله و رحمته
=============
دخول الجنة اولي و مآلي
قال الشيخ صالح آل الشيخ /شرح الأربعين النووية
ودخول الجنة في النصوص: تارة يراد به الدخول الأوَّلي، وتارة يراد به
الدخول المآلي، وهذا في الإثبات، يعني: إذا قيل دخل الجنة فقد يراد بالنص
أنه يدخلها أولا -يعني: مع من يدخلها أولا- ولا يكون عليه عذاب قبل ذلك
فيغفر له إن كان من أهل الوعيد، أو يكفر الله -جل وعلا- عنه خطاياه… إلى
آخر ذلك.
أو يكون المقصود بـ "دخل الجنة" أن الدخول مآلي، بمعنى: أنه سيئول إلى دخول
الجنة كقوله -عليه الصلاة والسلام-: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
من صلى الصلوات المكتوبات كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة
يدعى الصائمون يوم القيامة من باب الريان .
وهكذا في أحاديث -كما ذكرت لك- متنوعة؛ فإذن الأحاديث التي فيها دخول الجنة
بالإثبات: تارة يراد منها الدخول الأولي، وتارة يراد منها الدخول المآلي،
ويترتب على هذا النفي، فإذا نفي دخول الجنة عن عمل من الأعمال يراد به نفي
الدخول الأولي، أو نفي الدخول المآلي، والذي ينفى عنه الدخول الأولي هم أهل
التوحيد الذين لهم ذنوب يطهرون منها إن لم يغفر الله -جل وعلا- لهم.
وأما الذين ينفى عنهم الدخول المآلي -يعني: لا يدخلونها أولا ولا مآلا، لا يؤولون إلى الجنة أصلا- فهؤلاء هم أهل الكفر
في الأول: مثلا قوله -عليه الصلاة والسلام-: لا يدخل الجنة قتات
لا يدخل الجنة قاطع رحم
لا يدخل الجنة نمام وأشباه ذلك.
فهذه فيها أنه لا يدخل الجنة، هل معناه أنه لا يدخلها أبدا؟
لا، لا يدخلها أولا،
وفي بعض النصوص نفي دخول الجنة الدخول المآلي، يعني: أنهم لا يئولون إلى
الجنة أصلا بل مأواهم النار خالدين فيها، كقوله -جل وعلا-: وَلَا
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ
وكما في قوله -جل وعلا-: فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .
إذن فتحصل لنا كقاعدة عامة من قواعد أهل السنة في فهم آيات وأحاديث الوعيد:
أن الآية أو الحديث إذا كان فيه إثبات دخول الجنة على فعل من الأفعال فإن
هذا الإثبات ينقسم إلى:
دخول أولي، بمعنى: أنه يغفر له فلا يؤاخذ، أو أنه ليس من أهل الحساب، أو
أن الله -جل وعلا- خفف عنه فيدخلها أولا، أو أنه ليس من أهل الدخول المآلي،
أو أنه من أهل الدخول المآلي.
وهكذا عكسها أنه لا يدخلها أولا، أو لا يدخلها أولا ومآلا على حد سواء،
وهذا من القواعد المهمة عند أهل السنة التي خالفوا بها الخوارج والمعتزلة …
إلى آخره.
هل يدخل أحد الجنة بعمله؟
قال ابن القيم / حادي الأرواح
وههنا أمر يجب التنبيه عليه وهو أن الجنة إنما تدخل برحمة الله تعالى وليس عمل العبد مستقلا بدخولها وإن كان سببا
ولهذا أثبت الله تعالى دخولها بالأعمال في قوله:
( بما كنتم تعملون )
ونفى رسول الله دخولها بالأعمال بقوله :
(لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله)
ولا تنافي بين الأمرين لوجهين :
أحدهما: ما ذكره سفيان وغيره قال كانوا يقولون النجاة من النار بعفو الله
ودخول الجنة برحمته واقتسام المنازل والدرجات بالأعمال ويدل على هذا حديث
أبي هريرة الذي سيأتي إن شاء الله تعالى أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا
فيها بفضل أعمالهم رواه الترمذي
والثاني:أن الباء التي نفت الدخول هي باء المعاوضة التي يكون فيها أحد
العوضين مقابلا للآخر والباء التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي
سببية ما دخلت عليه لغيره وإن لم يكن مستقلا بحصوله وقد جمع النبي بين
الأمرين بقوله:
سدوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أن أحدا منكم لن ينجو بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا ألا أن يتغمدني الله برحمته
ومن عرف الله تعالى وشهد مشهد حقه عليه ومشهد تقصيره وذنوبه وابصر هذين المشهدين بقلبه عرف ذلك وجزم به والله سبحانه وتعالى المستعان