ارجو رضى ربى مدير المنتدى
مصر : عدد المساهمات : 1748 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 28/09/2012 العمر : 37 الموقع : بنى سويف
| موضوع: لكم الله يا قنواتنا الإسلامية الإثنين 04 فبراير 2013, 9:24 pm | |
|
لكم الله يا قنواتنا الإسلامية
وأخيرا ثبتكم اللهُ، وسدَّد خطاكم وحقَّق أمانيَكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/size]
حسام بن يوسف الجزار
كانت الدعوة إلى الله، تمثل دائماً، ركيزةً هامَّة، من ركائز ومعالم المجتمع الإسلامي، وذلك على مرِّ العصور والأيام، والدعوة إلى الله، هي الجانب الإعلامي الذي اهتم بمخاطبة جميع فئات النَّاس، وكان الفقهاء والعلماء والدعاة والخطباء والوعاظ، هم الذين يقومون بهذه المهمة. وكانت المساجد في المجتمعات الإسلامية، تمثل مراكز الإعلام، ومن خلالها يُنشر العلم والفضائل والآداب والأخلاق، وتتم التوعية والإرشاد، وقد ظلَّ المسجد يؤدي هذه الرسالة الجليلة على مرِّ القرون، واستمرَّ هذا الدور ولم ينقطع، حتى بعد ظهور وسائل الإعلام المتطورة في العصر الحديث، فلا زالت المساجد، في المجتمعات الإسلامية، منارات إعلامية قائمة للدعوة والعلم والإرشاد. وحين يقوم بنيان الإعلام الإسلامي في المجتمع المسلم على أسسه الصحيحة – فإنَّه سينسجم مع منهج الدعوة إلى الله، بحيث يصبح العمل الإعلامي نسيجًا إسلاميًّا خالصًا - يسهم في إرساء القيم والأخلاق والآداب الإسلامية، ويؤدِّي دوره في تربية الأجيال، تربية إيمانية صحيحة. وما من شكٍ في أنَّ وسائل الإعلام وفنونه الحديثة – وتطور الفضائيات والشبكة العنكبوتية ووسائل الاتصال, يمكن أن تسهم إسهامًا عظيمًا في تطوير وسائل الدعوة، وفي نشرها داخل المجتمعات الإسلامية وخارجها. والآن يمكن الحديث بشكل واضح، عن هدف الإعلام في الإسلام، ألا وهو هداية النَّاس، واستقامة سلوكهم، وهذا هو الهدف العامّ, وأنْ تصل رسالةُ الإسلام بصورتها الحقيقية إلى كافة النَّاس، فإنَّ هذا يجنبنا كثيراً من الخصوم الذين كانوا يفهمون الإسلام فهماً خاطئاً، حتَّى وإنْ لم تقودهم المعرفة الحقيقية للإسلام إلى الدخول فيه. وإنَّ كشف الباطل وتعريته أمام أهله، مع مراعاة المصالح والمفاسد في ذلك، لهو من أكبر أهداف الإعلام الإسلامي، وهذا يتماشى مع منهج القرآن الكريم)وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام:55) وقوله تعالى: )بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) (الأنبياء:18) ويَحْسُن التأكيد هنا، على أنَّ الإعلام الإسلامي لا يقتصر فقط على البرامج الدينية، بل لابدَّ من شموله لجميع مجالات الحياة، عقيدةً وفكراً وعملاً، في المعاملات، وفي التربية والتعليم والبناء الاجتماعي. فليس الإعلام الإسلامي، مجرد صفحات دينية في صحف يومية، أو أحاديث دينية إذاعية، أو محاضرة في فضائية، وإنَّما يجب أن تكون الدعوة روح كل عمل إعلامي، بمعنى أن يُبنى العمل الإعلامي على حقائق الإسلام وأصوله، في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وغير ذلك، ممَّا يؤدي إلى بناء المجتمع الإسلامي بناءً صحيحاً.
ولا بدَّ للإعلام النَّاجح أن يتميز بعدة خصائص، هي معالم وضوابط:
أولاً: الصِّـدق: فقد نهى الإسلام عن الكذب بكل صوره وأشكاله ـ قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) . ولمَّا كان الإعلام في كل صوره يقوم على الكلمة، فلابدَّ أن تكون الكلمة الإعلامية في المجتمع المسلم قائمة على الصِّدق . ثانيـاً: الواقعية: والمراد بها، موافقة الفطرة البشرية والحياة الإنسانية، مع التزام الضوابط الشرعية، وألَّا نعيش بعيداً عن واقع النَّاس،أو نغرق داخل أفكار غير قابلة للتطبيق، بل نتدرج لنصل بالنَّاس إلى أهداف الإسلام السامية. ثالثاً: الشمولية: يجب أن يكون الإعلام الإسلامي قادراً على مخاطبة النَّاس كافةً، والتأثير فيهم، رجالاً ونساءً وأطفالاً. رابعاً: الثبـات والمرونة: الثبات على مبادئ الإسلام ، وامتلاك القدرة على مواكبة كل تطور أو تغير يحدث في محيط الحياة البشرية. وقد بدأ الإعلام الإسلامي في الفترة الأخيرة، - وأقصد هنا القنوات الفضائية الإسلامية - بدأ يشكِّل منافساً قوياً للإعلام غير الإسلامي، على الرغم من الفارق الكبير في الإمكانات، فدخل البيوت واجتذب اهتمام آلاف الأسر وملايين البشر، وكان على رأس هذه القنوات، قنوات، الرحمة والحكمة وصفا، وقد أرَّق ذلك أهلَ الباطلِ، ممَّا دفعهم إلى إغلاق هذه القنوات بصورة متعسفةٍ ظالمةٍ (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [التوبة/32] فإلى إخواننا، أصحاب القنوات الإسلامية نقول: 1- اصبروا فإنَّ أجركم بإذن الله جارٍ، وقد زرعتم زرعكم وقد اقترب موعد الحصاد بإذن الله. 2- ما هذه الضَّجة إلا صنيع مفلس، ما قَدِرَ على منافستكم، وهذه خسة طبع. لكن الله ناصر دينه. 3- اعلموا أنَّ هذه القنوات ما هي إلا وسائل لمقصدٍ عظيمٍ، وهو نشر الإسلام وتصحيح العقائد والمفاهيم، فلا يجوز بحال من الأحوال أن تعود الوسيلة على المقصد بالهدم، فالثبات الثبات. 4- آن الأوان لتكوين جبهةٍ إعلاميةٍ إسلاميةٍ موحَّدةٍ، تجتمع فيها الكلمة، وتلتقي الجهود والطاقات وتنصهر في بوتقةٍ واحدةٍ، وتصرّ على مطالبها العادلة، وتجتنب المنافسة غير الشريفة، وأظنّكم أهل لذلك ولكنَّها ذكرى للذاكرين. 5- لتكن القنوات الفضائية الإسلامية، سبباً لتآلف القلوب، واجتماع العلماء، والصَّبر على المخالف، فإنَّ الحقَّ لا بدَّ له من سبيلٍ إلى القلوب إنْ أحسنا عرضه. اثبت وجودك.. تقرأ وترحل شارك معنا برد أو بموضوع | |
|